English site www.aliamamdouh.com

قرأءات

وسؤال العالم الرواية العربية

عالية ممدوح
     1
تقدم الناقدة اللبنانية البارزة الدكتورة يمنى العيد في كتابها الجديد الصادر هذا العام عن دار الفارابي في بيروت : الرواية العربية : المتخيل وبنيته الفنية . مجموعة دراسات وبحوثا شاركت فيها في مؤتمرات عربية أو دولية . قسم الكتاب إلى فصول ثمانية وكل فصل يحمل عنوانا اساسيا تمهد له الناقدة لمتطلبات البحث ثم تفتح على عناوين فرعية تثري الأصل ثم تحضر القفلة بما يفتح الشهية لتناول جميع بحوث هذا الكتاب الثمين ، فهي تجهد في تذوق العمل الذي يقع بين يديها عندما خصصته للرواية العربية .

العمق الرمادي - سيرة ذاتية مبكرة"

"عالية ممدوح     

  - 1-

لا أتذكر بالضبط في أي عام التقيت بالشاعر السوفييتي يفغيني يفتنوشينكو في مدينة الرباط من عقد الثمانينيات من القرن المنقضي. يومها، كتبت عن تلك المقابلة ولجريدة الرياض أيضا فهاجمني البعض بسببها. كانت قاعة الرباط شبه خالية. أنا وإحدى الرسامات المغربيات دخلنا فشاهدنا بضعة أفراد من وكالة نوفوستي وشخصيات معروفة من المركز الثقافي السوفييتي ببذلاتهم العتيقة وأربطة عنق تشكو من عتق موصى عليه.   كنا نعرفهم، أولئك السوفييت في بغداد أو المغرب أو موسكو الخ من طراز ثيابهم وتسريحة شعورهم المردودة إلى وراء أوالفرق من النصف. كانت لهم طريقة في النظر للآخرين وكأننا، في الغالب على لائحة الاتهام. تلك النظرات هي ذاتها تضعك تحت برج المراقبة والرصد اللحظوي كما في

في معرض الفنان السوري يوسف عبدلكي... أسماك وجماجم ، شركاء في العذاب والجمال

 عالية ممدوح

    في معرضه الأخير الذي اقامه قبل أيام في كاليري كلود ليمون بباريس يقدم الفنان السوري يوسف عبدلكي تجربته وحفرياته، إبصاره من الداخل للداخل . شخصيا، تستهويني قسوة وجفاف وعنف العالم المتعجرف والهش معا الذي يضع بعض عناصره أمامنا . كل لوحة تقول ؛ لا حل، لكن يمكننا بهذه الطريقة ان نعيش حالات مغايرة ، من المفيد أن تذّكر بذات الفجاجة والصرامة التي وضعتا فيها: رؤوس اسماك صحيحة محكومة تسبب الفزع . الرأس ليس من الضروي أن يكون لبني آدم، أو لحيوان بحري نموذجي في افتراسه وحزنه، قد يكون لرأس كائن أُفرغ من الأحشاء لكنه ظل يهذي أمامنا .

في تأمل المرض

 عالية ممدوح

     - 1-

؟ بوسعي الكتابة والتحدث عن كتاب "بوذية الزّن والتحليل النفسي" تأليف إريك فروم، د.ت سوزوكي وريتشارد دي مارتينو بترجمة غاية في الغنى والعمق لمحمود منقذ الهاشمي، الصادر عن دار أزمنة، عمان (الأردن) صاحبة الاختيارات الباهرة في النشر والترجمة بذكاء وإبداع صاحبها الروائي المميز إلياس فركوح. ربما، أظل وطوال ساعات وبلا توقف الكلام عن هذا الموضوع حتى يتوقف نبضي واستبقاء طعم الأفكار وتوسيع مجال الرؤية على Hن تتوسع ذاهبة إلى الأقصى في الروح. منذ زمن طويل وأفكار وفلسفات الشرق الأقصى تخطفني بصورة صوفية بجوار صوفية الأديان التوحيدية بشكل لا نظير له. فهي أفكار ذات ثراء إنساني

عبء الجمال

 عالية ممدوح

     - 1-

أحببت مارلين مونرو وما أزال، هذه كليشية بالطبع، معظمنا استسلم لها فبدأ الأمر مرضيا من هذا الجانب أو ذاك . لكن، هذه المرأة أراها تورية شعرية تعذب وتبهج سويا بالرغم وبسبب جميع المشاهد الاستعراضية التي تبدو فيها الشهوانية مجرد عمل روتيني يتجدد قليلا لكن سرعان ما يتعفن . ماأزال أشعر بوخز ألم شاحب أن - هذه - المرأة، لكي لا أعيد وأكرر اسمها إلا للضرورة، عصفت بجميع ما حولها وصولا لرئاسة البيت الأبيض في ستينيات القرن المنقضي . كانت لديها حتى اللحظة التي وجدت فيها مقتولة أو منتحرة أو .. شحنة غواية تحث على الجريمة فيعلق بها القاتل قبل قتلها ولا يندم على فعلته فوجودها محرض يعادل القصاص الغامض الذي لاحق عموم من تعرف عليها أو عاشرها، كأنها مذنبة بصورة شريرة ومهيبة جدا لأنها كانت تقذف حممها ولا تنتظر منها إلا الخطر.

المزيد من المقالات...