English site www.aliamamdouh.com

قرأءات

إلى كندا؛ أفرح فإن الله يحب الفرحان

عالية ممدوح
    1
في الحي العاشر من باريس وفي شارع ضيق وضاج ومزدحم بمحلات بيع الجملة والمفرّق، والمقاهي والحانات وآدوات الترميم الجارية لأغلب ضواحي وعمارات باريس من كل فصل وفي الرقم 82 من الشارع تقع القنصلية الكندية. نُقلت إلى هنا بعدما كانت تزهو في أحد أرقى شارع في باريس الباذخ والحاشد بدور الأزياء العالمية الواقع في نهاية الشانزليزلية.

أجمل حكاية في العالم

عالية ممدوح
    - 1 -
منذ زمن طويل لم تسلمني رواية نفسها بهذا الفيض الراقي من الفكاهة، وعلى الخصوص كرواية عراقية، وتكتبها الروائية العراقية المرموقة ميسلون هادي. أجمل حكاية في العالم الصادرة 2014 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وبغلاف فاتن للفنان العراقي صادق طعمة، وبعد تسع روايات صدرت ما بين القاهرة وبيروت وعمان وبغداد، ونالت مخطوطتها الأخيرة العرش والجدول جائزة كتارا كرواية صالحة للدراما. ووصلت روايتها شاي العروس إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد، ولها ثماني مجموعات قصصية أعيد بعضها أكثر من مرة. ولها كتاب؛ مقالات في الأدب النسوي وكتاب هذه الدنيا كتاب. حين وصلتني رزمة الكتب من عمان حسب رجائي وكرم الدكتور نجم عبدالله كاظم وميسلون هادي، بدأت حالا بالرواية. "كان جوجول" "فكاهياً كئيباً" فقد قال، كلما تمعنا في قصة فكاهية تصبح أكثر حزنا" هذه هي أحوال رواية ميسلون. حكايات رجال هربوا من الحرب، حروب العراق كأمر مسلم به، فكيف جعلت المؤلفة كل ذلك الموت والخراب موضوع بحث وتأمل في الذات

سلالات من الجمال

عالية ممدوح
    1
ترى ما العمل بكل هذا الجمال؟ في مقال قديم لي عن الامبراطورة ثريا، كتبت ما يلي؛ انها وحدها سلالة. أسمهان سلالات من اللانصياع الذاتي، احتجاج الهوى بالغناء. إبقاء الصوت، صوتها غير قابل للتصنيف. دائما كانت في الحالة الأقصى، ولم يتسن لها الوصول حتى إلى ردهة الانتظار ولأي كائن كان. في حياتها وفرة من الألم، وإفراط في الشجن والشقاء فكانت تبعدهما سهوا وتهدّي من غلوائهما بالطرب. كنت أرى في شخصيتها نوعا من التودد للموت، كانت تناديه فبقدر ما تقبل على الشغف كان اقبالها على الموت. أستطيع الكتابة عن أسمهان فلا أقول شيئا. منذ وعيت لم ينبثق صوت لا يفارقك ولا يتركك، فترغب ان يكون سرك الوحيد الذي لا تبوح به لأحد، فهي لا تغني إلا لك، دائما تصورتها هكذا، وحدنا ولا ثالث لنا، أنا أنتحب وهي ثملة بحالها وبكيانها وببحتها وبكينونتها وباللاشيء الذي تنتظره فلا

إلى دُنى غالي ؛ التي ألوّح لها من قريب ...

عالية ممدوح

1
هي تلويحة تومئ وتدنو ، تناجي وتصمت ، ولا تريد أن يأخذها المحبوب إلى الفطام، لا منه ولا من الحب الذي يشير بخفر على تحولاته ، ويقول في وقت واحد ؛ كلما ندون أمراً عن الولع نبتعد خطوة أو خطوتين عنه . هذه ألغازه وعلاماته في ديوان الشاعرة والروائية والمترجمة العراقية دُني غالي : تلك المراوح التي تلوّح من بعيد :

يوميات الصداقة 2

عالية ممدوح
    1
في العام الماضي كتبت لي الناقدة العراقية فاطمة المحسن؛ أنها بصدد تأليف كتاب عن مرحلة الستينيات، عن البدايات والصداقات بالكاتبات العراقيات، عن زوجي، وعن عزيز السيد جاسم وعن.. الخ. بغتة، تضعك الأسئلة والأسماء والأحداث والوقائع وسط حياتي الخاصة والعامة لشركاء وأصحاب وزميلات.. إجرائيا هزتني تلك المراحل فكتبت عنها عموم رواياتي وما زلت في عملي الأخير والجديد الذي ما زلت أشتغل عليه.

المحسن اعطتني بطاقة ائتمان لمصرف لم يعد موجوداً في بلد يختفي من وثائق التحليل النفسي وحيثيات الإرشيف الذي نهبه حفنة من العراقيين/ الأميركان وصلوا بطائرات وشاحنات ودون أن يرف أي جفن لأي عراقي مستقل أن يتساءل؛ أين هو ذلك الإرشيف؟ كانت أمنيتي، ربما لو تكتب المحسن وغيرها وغيرهن من الذين يصل صوتهم لأصحاب القرار أن يكون كتابها عن هذه المساءلة التاريخية ذات

المزيد من المقالات...